اسم عبد السلام جلود إلى السطح مجددا
طفا اسم الرجل الثاني (سابقا) في ليبيا الرائد الركن عبد السلام جلود إلى السطح مؤخرا، بعد 17 عاما بعيدا عن أضواء السياسة ومؤسسات الدولة ليطرح كحل لمواجهة الفساد.
وجلود أحد رفاق العقيد القذافي، عاصر تأسيس اللجان الثورية في 1978، وكان محل هجوم الصحافة المصرية إبان التسعينيات حينما فرض قيودا "صارمة" على تهريب السلع التموينية.
لكن تسليط الأضواء عليه هذه الأيام يحمل أكثر من إشارة سياسية، يقول المحلل السياسي فتحي البعجة الذي يرى في الحديث عن احتمال توليه رئاسة الوزراء محاولة لدعم جناح أو تيار سلطوي مهيمن في مواجهة تيار آخر، وقد يكون داعما لتيار سيف الإسلام "الغد" ضد المحافظين، رغم ضبابية تيار نجل القذافي.
وفي وقت اعتذرت فيه شخصيات ثورية عن التعليق، قال الناشط الإسلامي عماد البناني للجزيرة نت إن شخصية جلود يمكن أن تمنح مرحلة التحول بعض الصلابة والمنعة المطلوبة، فهو له مكانة سياسية واجتماعية قوية وتجربة في إدارة الدولة يصفها كثيرون بالإيجابية، واتسمت عموما بالانفتاح والفاعلية.
ولا يشك البناني في دور تعدد الشخصيات القوية في مشروع الإصلاح -إلى جانب الراعي سيف الإسلام القذافي- في إضفاء تنوع يسهم بكل تأكيد في الدفع بالمشروع إيجابيا ويؤكد معاني الديمقراطية وعدم التفرد داخل المشروع، وهو بطبيعة الحال اختبار لقدرة سيف الإسلام على القبول بشركاء أقوياء بجانبه.
سيناريوهات ومسرحيات
ويقول سجين الرأي سابقا إدريس المسماري إن المجتمع الليبي تجاوز مرحلة الحكم العسكري المباشر والتوجيهات الفوقية، والبلاد غنية بالخبرات الشابة التي يمكنها أن تتولى مقاليد الأمور.
وقال للجزيرة نت إن التسريبات قد تكون لإحداث "ارتباكات" وإضفاء الشرعية على تولي سيف الإسلام مقاليد السلطة، وهي مجرد سيناريو "محبوك".
ودعا إلى دستور ومجتمع مدني فعال وقوانين ومواطنة "بدلا من التفكير في العسكريين"، وأكد أن البلاد بحاجة إلى دماء شابة.